مجال الاختراع في مصر.. كنز المليارات الذي ينتظر من يستغله

في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي يومًا بعد يوم، تظل الاختراعات والبحث والتطوير (R&D) هي المحرك الأساسي للتقدم الاقتصادي. ولكن ماذا عن مصر؟ هل تعلم أن هناك مجالًا يمكن أن يحقق لك 5 ملايين جنيه أو أكثر؟ مجال تبلغ قيمته مليارات الدولارات عالميًا، ويمكن بسهولة تحقيق 100 مليون دولار منه في مصر، ومع ذلك لا أحد تقريبًا يعمل فيه.

الواقع المؤلم: البحث والتطوير في الشركات المصرية

عندما تبحث عن قسم "البحث والتطوير" في الشركات المصرية، ستجد أنه نادر الوجود. هذه الكلمة تبدو غريبة في سياقنا المحلي، بينما هي العمود الفقري لأي تقدم تكنولوجي في العالم. خذ مثالًا على ذلك هاتف iPhone، ستجده مكتوبًا عليه "صمم في كاليفورنيا، صنع في الصين". الفرق هنا بين التصميم (الذي يتضمن البحث العلمي والتطوير) والتصنيع (الذي يعتمد على العمالة الرخيصة).

نماذج ملهمة: مصريون غيروا العالم

هل تعلم أن أحد المكونات الأساسية في كل الأجهزة الإلكترونية اليوم (الموسفت - MOSFET transistor) كان ضمن فريق تطويره عالم مصري هو الدكتور محمد عطا الله؟ لكن لماذا لا نعرفه؟ لأننا لا نملك المنصة التي تسمح للمخترعين بالظهور والاستفادة من اختراعاتهم.

اليوم لدينا دكتور عمرو محمد يعمل على تكنولوجيا 6G بالذكاء الاصطناعي وقد قدم أكثر من 20 براءة اختراع. وهناك دكتور هاني شنوده الذي طور نظام ري يوفر كميات هائلة من المياه وتم ترخيصه لأوروبا. بل والأكثر إثارة أن العلاج الحالي للملاريا في أفريقيا من تطوير دكتورة مصرية.

الفرق بين البحث العلمي والاختراع وريادة الأعمال

1. البحث العلمي : مثل ما كان يفعله أحمد زويل، وهو الوصول إلى معلومات واكتشاف نظريات جديدة.

2. الاختراع : هو أخذ هذه المعرفة وتحويلها إلى شيء مفيد. مثل من اخترع الكمبيوتر بعد اكتشاف نظام الثنائي (0 و1).

3. ريادة الأعمال : مثل ستيف جوبز الذي أخذ اختراع ستيف وزنياك (الكمبيوتر الشخصي) وسوقه للعالم.

كيف تكسب الملايين من الاختراع دون عناء؟

لنأخذ مثالًا واقعيًا: مخترع مسدس الألعاب Nerf Gun كان يعمل في ناسا، اخترع أول مسدس مياه متطور، ثم حوله إلى لعبة. هل تعلم أنه لم يؤسس شركة، بل سجل براءة اختراع وحصل على 5-6% من الأرباح، وجمع من هذا الاختراع وحده 72 مليون دولار!

في مصر، يمكنك بسهولة تحقيق 5 ملايين جنيه من اختراع بسيط. تخيل أنك طورت مادة بسيطة تمنع تعرق النظارات عند ارتداء الكمامة، وسجلت براءة الاختراع، ثم رخصتها لشركة. أنت لا تحتاج لإنشاء شركة أو تعبئة رأس المال أو التسويق، فقط اخترع ورخص.

الويبو ومكتب براءات الاختراع المصري

مصر انضمت منذ حوالي 7 سنوات لاتفاقية الويبو (المنظمة العالمية للملكية الفكرية)، مما يعني أنك يمكنك تسجيل براءات اختراعك دوليًا من مصر بسهولة. لكن للأسف لا أحد يعرف هذه المعلومة.

كيف تبدأ رحلتك كمخترع؟

1. اهدأ ولا تتعجل : لا تظن أن كل فكرة تمر في ذهنك هي اختراع قابل للتسويق.

2. ركز على حل مشكلات واقعية : معظم الاختراعات الناجحة جاءت لحل مشكلات يواجهها المخترع نفسه.

3. اخترع باستمرار : من بين كل 10 اختراعات، قد يكون واحد فقط قابلًا للنجاح التجاري.

4. تعلم من التاريخ : نيكولا تيسلا كان عبقريًا لكنه مات فقيرًا لأنه لم يعرف كيف يحول اختراعاته لمال، بينما إديسون (الذي لم يخترع كثيرًا) عرف كيف يبيع الاختراعات.

إختراعات مصرية سبقوا بها العالم 

رؤية Progressio: مليون مخترع مصري

في Progressio، تعمل على بناء منصة تربط بين المخترعين ورواد الأعمال. تخيل لو كان لدينا مليون مخترع في مصر (أقل من 1% من السكان)، كيف سيغير هذا الاقتصاد؟ نحن نستورد سنويًا:

- سيارات بقيمة 25 مليار دولار

- أجهزة إلكترونية بمليارات الدولارات

لو بدأنا نصنع بدلًا من أن نستورد، ونسجل براءات اختراع بدلًا من ننسخ، سيتحول اقتصادنا بالكامل.

حقائق صادمة عن الإنفاق على البحث والتطوير

- الدول المتقدمة تنفق 2.5% من ناتجها القومي على البحث والتطوير.

- المتوسط العالمي هو 1.7%.

- في مصر؟ نحن عند 0.5% فقط

كيف يمكنك البدء اليوم؟

1. اسأل نفسك : ما المشكلات التي تواجهها يوميًا والتي يمكن حلها بطريقة جديدة؟

2. تواصل مع Progressio : سنساعدك في تسجيل براءة الاختراع وإيجاد من يترخصها.

3. لا تستثمر أموالك : يمكنك المشاركة بنظام "الشراكة في الملكية الفكرية" حيث تدفع الشركات جزءًا صغيرًا من التكلفة وتحصل على نسبة من الأرباح.

خاتمة: المستقبل يبدأ اليوم

الاختراع ليس حكرًا على المتخصصين. من اخترع مسدس Nerf كان "يلعب" باختراع مسدسات المياه. من طور مادة للكمامات كان جراحًا وليس مهندسًا. الفكرة هي أن تبدأ من حيث أنت، بما تعرفه، وتحتاجه.

في Progressio، هدفنا أن نرى أول مخترع ملياردير من مصر، وأن نرى شركات تُباع بقيمة براءات اختراعها. هذا ليس حلمًا، إنه واقع يمكن تحقيقه إذا استثمرنا في العقول المصرية.

تذكر: "الاختراع هو الأصل الثابت الجديد". كما تستثمر في شقة أو سيارة، يمكنك الاستثمار في براءة اختراع تؤجرها وتحقق منها دخلًا مستدامًا. المستقبل يبدأ بفكرة.. ما فكرتك اليوم؟