مواضيع قد تهمك

صانع محتوى مغربي يحصل على حقوق بث الدوري السعودي في فرنسا 2025/2026

كيف تفكر خارج الصندوق لتصبح من أصحاب الثروات؟.

قصة زاك ناني نموذجا

في عالم يسوده الاعتقاد بأن طريق الثروة محصور في الوظائف التقليدية أو الاستثمارات النمطية، تبرز قصة  زكريا حداد (زاك ناني) الفرنسي المغربي كدليل ساطع على قوة "التفكير خارج الصندوق". قراره الغير المتوقع الإعلان عن حصوله على حقوق بث الدوري السعودي لكرة القدم في فرنسا يوم الجمعة، ليس مجرد صفقة رياضية، بل هي درس في ريادة الأعمال وخلق الفرص حيث لا يراها الآخرون.

كيف كسر زاك ناني الصندوق؟

1.  تحدي العمالقة:

سوق بث الحقوق الرياضية في أوروبا (خاصة كرة القدم) تهيمن عليه عادةً عمالقة الإعلام والاتصالات بصفقات بمليارات الدولارات. دخول "صانع محتوى" مثل ناني هذا المضمار هو تحدٍ جريء للنموذج التقليدي. لقد رأى فرصة حيث يراها الآخرون احتكار مستحيل الاختراق.

2.  الاستفادة القصوى من أصوله غير التقليدية:

لم يأتي ناني من خلفية إعلامية تقليدية، بل بنى شهرته ومجتمعه الكبير عبر منصات التواصل الاجتماعي (يوتيوب، انستقرام، تيك توك). لقد استثمر في بناء جمهور ضخم ومخلص أولاً. هذا الجمهور أصبح هو الأصل الاستراتيجي الذي مكنه من تقديم عرض جذاب لحقوق البث - فهو يضمن جمهور جاهزا مهتما.

3.  إعادة تعريف نموذج البث:

 تصريحه بأن المشروع يهدف لتقديم "بديل لنماذج البث التقليدية" هو جوهر التفكير الابتكاري. قد يعني هذا:

بثها رقميا مباشرة: عبر منصه أو تطبيق خاص، متجاوزا القنوات التلفزيونية التقليدية بكل تعقيدات تكاليفها الباهظة.

تفاعلا أكبر: استغلال خبرته في صناعة المحتوى التفاعلي لجعل تجربة المشاهدة أكثر تشويقًا وجذبًا للجيل الرقمي.

نماذج اشتراك مرنة: ربما بأسعار أقل أو حزمًا أكثر تخصيصًا مقارنة بالباقات التقليدية الضخمة والمكلفة.

4.  رؤية الفرصة في السوق الناشئة:

 لقد تنبّه مبكرًا للاستثمارات الضخمة والاهتمام المتزايد بالدوري السعودي (بسبب جذب نجوم عالميين). رأى أن هناك طلبًا متناميًا على متابعته في فرنسا وأوروبا، خاصة بين الجاليات العربية والمسلمة والمهتمين بالكرة العربية، بينما كانت الشركات التقليدية ربما لا تزال تركز على الدوريات الأوروبية الكبرى فقط.

الدروس المستفادة لطريق الثروة غير التقليدي:


المجتمع هو رأس المال:  استثمر في بناء جمهور أو شبكة علاقات قوية وموثوقة. هذه الأصول غير الملموسة يمكن أن تكون أساسًا لفرص عملاقة.

ابحث عن الاحتكاك: لا تخف من دخول مجالات يهيمن عليها كبار اللاعبين. ابحث عن ثغراتهم، أو قدّم حلولًا أفضل أو مختلفة تناسب شريحة محددة.

كن أول المستفيدين من التغيير: التغييرات الكبرى (مثل صعود الدوري السعودي) تخلق فرصًا جديدة لمن يراها ويجرؤ على الاستثمار فيها بسرعة.

التكنولوجيا هي حليفك: استخدم المنصات الرقمية والتقنيات الحديثة لتقديم خدمات أو منتجات بتكلفة أقل وبطريقة أكثر ابتكارًا وجذبًا من المنافسين التقليديين.

من المحتوى إلى التجارة: قصة ناني تظهر كيف يمكن تحويل النجاح في مجال (صناعة المحتوى) إلى بوابة لدخول مجالات استثمارية أوسع وأكثر ربحية (مثل بث الرياضة).

الخلاصة:

قرار زكريا حداد "زاك ناني" ليس مجرد خبر رياضي عابر. إنه  بيان عملي في قوة الابتكار وروح المبادرة. لقد أثبت أن الثروة تُبنى أحيانًا ليس باتباع الطرق المطروحة، بل بجرأة رؤية الفرص حيث لا يراها أحد، والاستعداد لتحدي السائد، وتحويل الموارد غير التقليدية (مثل جمهور التواصل الاجتماعي) إلى أصول استثمارية فاعلة. إنها دعوة للجميع لفتح أذهانهم، تحليل السوق بعيون جديدة، والجرأة على رسم طريقهم الخاص نحو النجاح المالي، مستلهمين روح "التفكير خارج الصندوق" التي تجسّدها هذه الصفقة الملهمة. السؤال الآن: أين تكمن فرصتك "خارج الصندوق"؟