مواضيع قد تهمك

إنتاج مسلسل صوتي كامل بواسطة Google AI Studio

 Google AI Studio مجاني تمامًا

إذاعة القرآن الكريم من القاهرة، تذكر يا صديقي تلك الأوقات عندما كنت صغيراً  تلعب في الراديو الذي كان دائماً مضبوطاً على محطة القرآن الكريم؟ كنت تلعب بالمحطات حتى تغيّر إلى محطات راديو أخرى، مثل تلك التي كانت تقدم المسلسلات - سواء درامية، بوليسية، أو حتى أنواع مختلفة منها. كنت تجلس لتستمع بانتباه للأحداث المثيرة وتتساءل: "ما هذا؟ إنه عالم رائع جداً!". أسلوب إلقاء الممثلين كان يشدك بأسلوبه الفريد. ربما الجيل الجديد لم يعش هذه التجربة، لكننا، جيل الأمس، الذين تربينا على تلك اللحظات الجميلة منذ 25 سنة أو أكثر، نعي تماماً كم كانت تلك الفترة مميزة.

كنت أستمتع حقاً بتلك الحوارات والمسلسلات الإذاعية. وأنت أيضاً بالتأكيد كنت تجد فيها متعة كبيرة، أليس كذلك؟ حسناً، دعني أخبرك أن جوجل أعادتنا إلى ذلك الماضي الجميل بطريقة جديدة. جوجل قدمت ميزة حديثة أشعرتني وكأن عصر الإذاعة الذهبي عاد مرة أخرى، لكن هذه المرة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.

الميزة الجديدة التي أطلقتها جوجل ليست مجرد تحويل النصوص إلى أصوات كما عهدنا من قبل، بل هي أكثر من ذلك بكثير. الآن يمكنك أن تطلق العنان لخيالك وتجعل هذه الأداة تحاكي أي تجربة صوتية تريدها، حتى إن أردت إنتاج مسلسل صوتي كامل! الأداة تقدم لك الصوت بالإلقاء والطريقة التي تريدهما، مما يعيد إليك إحساس المسلسلات الإذاعية القديمة التي كنا نحبها جميعاً.

  Google AI Studio

جوجل أطلقت أداة جديدة تحت اسم "Native Speech Generation". إذا قمت بالدخول إلى منصة "Google AI Studio"، ستجد هذه الأداة متاحة هناك. هي ببساطة تحول النصوص المكتوبة إلى أصوات شبيهة جداً بالطبيعية وذات جودة عالية. وبما أنك ربما جربت منصة Google AI Studio من قبل أو على الأقل سمعت عنها، فإنك تعلم أنها تسعى دائماً لتقديم أدوات مبتكرة تسهل عليك الاستخدام وتفتح أمامك آفاقاً جديدة. بمجرد دخولك إليها ستجد الواجهة بسيطة وسهلة كما عودتنا جوجل في جميع خدماتها.

طريقة العمل

هنا تقدر تلاقي عندك خاصية تُسمى "سبيكر 1" و"سبيكر 2"، وأيضاً خيار "سينجل سبيكر أوديو". هذا الخيار الأخير يُستخدم إذا كنت تفضل أن يتحدث شخص واحد فقط، ولك الحرية في اختيار الشخصية من بين الخيارات المتاحة. بإمكانك سماع أصواتهم لتقييمها.

أما إذا انتقلت إلى خيار "مالتي سبيكر"، فستجد أنه مخصص لشخصين فقط يتناوبان في الحديث. المميز هنا أنك لن تتحكم فقط في النص الذي يتم قوله، بل يمكنك أيضاً التحكم في المشاعر التي يعبرون عنها أثناء الكلام. بمعنى آخر، هذا يفتح الباب أمام إمكانية إنتاج محتوى مثل مسلسل صوتي، وأنت جالس بكل بساطة.

لتوضيح كيفية استخدام هذه الإمكانيات، دعنا نذهب إلى Google Gemini – الصديق الدائم لنا. بمجرد الدخول، يمكنك بسهولة كتابة فكرة لمسلسل إذاعي مُثير وغامض يتألف من شخصيتين فقط.

اختر الشخصيات بحرية وحدد أسلوب كل منهما في الحديث. على سبيل المثال: للشخصية الأولى "سبيكر 1"، يمكن أن تضيف وصفاً لطريقة الحديث، مثل "يتحدث بنبرة خوف وقلق". انسخ هذا الوصف وضعه كجزء من إعدادك مع كتابة النص بالعربية وتوضيح الشعور باللغة الإنجليزية فوق الجملة.

كمثال:

إذا كانت الجملة على الشكل التالي:

محمد: "أنا لست جائعاً الآن، أريد أن أنام."

فيمكن إضافة الوصف مسبقاً: (نبرة قلق).

أو إذا أردت أن تظهر الوصف في الأعلى بصورة أوضح:

- مزاج الشخصية: شعور بالقلق

ثم النص الأدبي بالأسفل.

الشاهد هنا أن النظام يوفر مرونة لتحديد ملامح الشخصيات مثل "ليلى"، شابة ذكية في أواخر العشرينيات، وغير ذلك من التفاصيل. بعد ذلك، يمكنك نسخ إعداداتك الشخصية بسهولة ودون الحاجة إلى إدراج أرقام توقيت أو أي تفاصيل إضافية متعلقة بالزمن.

حاليًا أنا بحاجة إلى حذف كل ما هو داخل الأقواس والتركيز على النص الأساسي ليكون أكثر وضوحًا وتنظيمًا. النص يبدو مرتبًا الآن بعد التعديلات. لقد حددت مسبقًا أنني أحتاج فقط إلى شخصين في هذا السياق، وبالفعل قمت بكتابة النص كما هو. المشروع يحمل اسم الظلال الصامتة، وقمت بتجهيز الحوارات المطلوبة. بمجرد اختيار الشخصيات، يتم ضبط التفاصيل تلقائيًا لجعل المهمة أسهل.

بالنسبة للسبيكر 1، حددت شخصية ليلى واخترت صوت امرأة بنبرة عذبة تناسب طبيعة الشخصية. وبالنسبة للسبيكر 2، الذي يمثل الرجل، اخترت صوتًا قويًا ومؤثرًا ليضفي الطابع اللازم.

الآن، سأقوم بتشغيل النص وسأرى النتيجة النهائية للصوت وكيف ظهر الحوار بعد المعالجة. بمجرد الانتهاء، ستعمل النتائج تلقائيًا. أعتقد أنك فهمت فكرة التنفيذ وكيفية تجهيز هذه الحوارات بالشكل المناسب. ما أقوم به يعيدني إلى شعور مشابه لعالم الراديو القديم، حين كنت تستمتع بالحكايات الصوتية بحس عميق ومميز.

خلال العمل، قد تظهر بعض الأخطاء المطبعية البسيطة، ولكن يمكن حلها بسهولة عبر إعادة تشغيل العملية بعد التصحيح. 

الآن أشارك معك مقتطفًا من النص الحواري:

الرجل الغامض: رجل في الأربعينات؛ صوته عميق وذو حضور.

ليلى: هل تسمعني؟ أرجوك... قل لي أنك تسمعني... أنا هنا وحدي.

الرجل الغامض: أسمعك يا ليلى. أين أنت تحديدًا؟

ليلى: لا أعلم... كل شيء مظلم. الجدران تبدو وكأنها تتحرك. هناك رائحة عفن قوية... أشعر بخوف شديد جدًا.

الرجل الغامض: تذكري ما قلته لك. الهدوء هو مفتاحك الوحيد. أخبريني، ما آخر شيء تتذكرينه؟

ليلى: كنت أبحث عن الأوراق... تلك الأوراق التي...

بهذه الطريقة يصبح الحوار سلسًا وشائقًا، ويعيد بريق الحكايات الكلاسيكية بأسلوب معاصر وجذاب.

من الواضح أنك تحاول تقديم محتوى مميز وفكرة جديدة باستخدام تقنيات الصوت والرواية، لذا دعنا نوجّه هذه الفكرة بأسلوب أكثر تنظيمًا وإبداعًا في سياق مقالي جذاب يشرح التجربة ويوصل ترابط الأفكار بشكل أفضل:

عالم الحكايات الصوتية ينبض بالإثارة والغموض!

كم مرة شعرت بأنك ترغب في إنشاء عالم قصصي تخطف فيه أنفاس المستمعين وتشغل أفكارهم لدرجة يصعب تجاهلها؟ طالما أثر المسلسل الإذاعي القديم في أجيال عديدة، فليس غريبًا أن تأتينا فكرة استغلال التكنولوجيا الحديثة لتنشيط هذا النوع من الفن الممتع. واليوم استعرضت فكرة مميزة ربما تلهم الكثيرين لاستكشاف عالم الحكايات الصوتية، أو حتى البدء في صناعة محتوى خاص بهم.

البداية كانت بتجربة أداء حواري درامي في أجواء غامضة. تبدأ القصة بشخصيتين تتحدثان وسط الظلام، الأولى "ليلى" تبدو مرعوبة وتائهة، والمكان الذي توجد فيه مغطى برائحة عفن مفزعة والجدران التي تبدو وكأنها تتحرك. المشهد يمضي بتصعيد متوتر للحوار، مع صوت آخر متصل يُظهر نفسه كمرشد غامض... يثير التساؤلات، بل يزيد تشويق المستمع لمعرفة المزيد.

المميز هنا لم يكن فقط الحوار نفسه، بل كان الدخول في عمق التفاصيل التقنية مثل أصوات المتحدثين والخلفيات الصوتية. أثناء التجربة لاحظت أن اختيار أصوات الشخصيات يمثل تحديًا كبيرًا. صوت "ليلى" كان مناسبًا ومثيرًا للحماس وفقًا للأجواء المرعبة لكنها متزنة، بينما لم يكن أداء "الرجل الغامض" على نفس المستوى من الرهبة المطلوبة. هل يكفي صوت جيد لصنع قصة مبهرة؟ بالتأكيد لا. يجب أن يتماشى الأداء مع إيقاع القصة وشخصياتها.

ما يجعل هذه التجربة مثيرة أكثر هو أنك تستكشف خيارات تقنية متعددة لإعادة تشكيل مشهد القصة بالكامل. ماذا لو استبدلنا صوت الشخصية؟ ماذا لو عدلنا المؤثرات الخلفية؟ الاحتمالات هنا لا حصر لها. شخصيًا، فكرة امتلاك أداة تمكنني من تعديل الأصوات وتجربة مختلف الشخصيات دفعتني لتجربة نماذج عديدة لتوسيع الأفق. نعم، قد يبدو الحوار بسيطًا، لكن إضافات مثل تلك تمكن أي شخص من تصميم حكايات مشوقة تخطف العقول.

أفضل ما شعرت به خلال هذه التجربة هو الإحساس بإمكانية الابتكار الفوري. تخيل كتابة سيناريو جديد - وليكن عن قصة مليئة بالرعب والغموض باللهجة المصرية مثلاً - ثم قضاء وقت ممتع لتعديل الأصوات والأجواء بما يتناسب معها. ستحصل على نتيجة أقرب إلى مسلسل إذاعي راقٍ بأدوات بسيطة.

بالمناسبة، لا تنس أنه يمكنك البدء بأشكال أبسط من الإنتاج إذا لم تكن فكرة خلق أصوات متعددة تناسبك، حيث تحتوي الأدوات الحديثة على خاصيتي "المتحدث الواحد" و"عدة متحدثين". الخيار الأول قد يكون مناسبًا لحكايات خطية مبنية على الراوي الرئيسي، بينما الثاني سيثري العمل بمشاركة عدة شخصيات.

ختامًا

 إذا كنت مهتمًا بالروايات الصوتية أو تملك فكرة لقصة مثيرة تنتظر رؤيتها النور، فلا تتردد في خوض غمار هذه التجربة. قد تكتشف مهارات جديدة لديك تصنع فارقًا في هذا المجال الجميل. أشجع الجميع على تجربة مثل هذه الأدوات.

وبالطبع لا تنس التعبير عن رأيك بعد الاستخدام، والعودة إلينا لتشاركنا  عن تجربتك في التعليقات